الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } إن نبي الله إبراهيم قد جعله الله إماماً للناس جميعاً، وجعل النبوة في ذريته دون سائر البشر _ لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد اختبار وابتلاء، لقد أُمر بأوامر إلهية تخالف معقول البشر فنفذها إبراهيم عليه السلام على النحو الذي أمره الله بها تماماً.
وكان مما أمر به مما يخالف معقول البشر أن يقتل ابنه - بِكْره - إسماعيل عليه السلام بعد أن شبّ وبلغ مبلغ الرجال فسارع إلى تنفيذ الأمر دون تلكؤ أو نظر ، أو تسويف ، ولو أن إنساناً عمد إلى أن يقتل ابنه دون أمر من الله لكان هذا جريمة وإثماً ولكنه تمام الامتثال لأمر الله عز وجل مما لا يقدر عليه سوى الأنبياء.
وفي استجابة الابن لأمر الله أيضا أبلغ بيان وأكمل تجسيد لمعنى الاستجابة لأوامر الله، أن يخبر إنسان بأنه سيُذبح، ومن الذي سيذبحه؟ إنه أبوه، أن يؤمر إنسان بذلك ثم يستجيب فورا دون تلكؤ أو مجرد تفكير لأعظم برهان على صدق الإيمان وتمام اليقين.
المزيد |